الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

مكاشفات مصفِّق !!


مكاشفات مصفِّق !!

شعر / د. مصطفى رجب


- ما نفع أيدينا إذا منعت من التصفيق للبطل الهمام ؟
ما نفع حنجرتي إذا منع الهتاف ؟
سأل الغلام .
وسال من عينيه خيط من نفاق فاقع !!
كانت يداه تفتشان جيوبه عن لقمة أو لقمتين
شفتاه تختلجان جوعا
وهو يجأر بالسؤال الفاجع
من جوفه قذف السؤال
و في الحنايا حرقة الرق المذل الدامع
قذف السؤال
وظن فيمن يسمعون بقية من نخوة
تلقي إليه بدرهم أو درهمين !!
هتفت جوانحه تناشد سيدا ألِفَ الهتاف :
ياسيدي
أنا من رعايا ملكك الأبدي
أستجدي لقيمات الكفاف
أنا مَنْ إذا هبت خماسين المعارضة انطلقت ككلب صيد جائع
من شدة التصفيق في كفَّيَّ جرحٌ بين كل سُلامتين
يا سيدي
أنا كلما حامت كلاب الحي حول مخيمي
وهتفت باسمك
هللوا لي مرة أو مرتين
لكنهم سألوا أخي عني
وعمي
وابن عمة
خال
أخت
شقيق
زوجة
عم
صهري
والمدير
وسائقي العربات في سوق الخميس
وجارتي ( ليلى )
وزوج شقيقها
والعابرين على منافذ قريتي ليلا
وسمسار البغايا
ساءلوا عني قساوسة وشيخانا
وتجار السلاح
وما يزال سؤالهم
يتعقب العمال والطلاب والمرضى
وأقبية المراقد :
هل هتافي من صميم القلب
حبا فيك؟
أم في الخبز؟
أم أنا بين بين !!
وأنا الذي من ألف عام
فوق أرصفة الجنون أشد شعري :
هل أنا من بعض جندك يا يزيد ؟
أم أنني – حقا - أميل إلى الحسين ؟ !!