المواصفات القياسية للمواطن الصالح
شعر/ د. مصطفى رجب
ديباجة:
" دِنْ بولانك للسادِنِ
دِنْ
إذْ " لاؤك " " وولاؤك " سيّانِ ...
فهادِنْ !
واملأ دنَّ الطاعةِ
ساعةَ يُؤذن لَكْ
أوْ
خادِنْ أرملةَ أخيك السابقِ لَكْ
فغداً تترمل زوجٌ لكَ
إنْ لًمْ تَنْحَنِ
دنْ ..
دِنْ ..
إنْ دِنْتَ فخيرٌ لك " !!
(1)
متن:
" مواطننا الصالح لا يضحك من غير سبب "
حاشية:
(... فتحشّم في حضرة آمون، فإن الضحك لفتنته جَلاّبْ.
وأسبابُ الضِّحك –بتفسير السَّدّنّةِ- إعرابٌ عن ضِدٍّ الفعلِ. وما يُدريك لعلَّ الضِّحْكَ يُؤَدّيِكَ إلى بابِ السردابِ القُدُسِيِّ الهَيَّاب
الداخلُ في أعلاه يُعَابُ ..
ومن يَتَسَفَّلْ فيه يُعَالِجْهُ الأَحْبابُ الأَلْبَابُ الأَنْجَابُ، بتهمة قذف الأربابِ، وحُكْمِ لا نَقْضَ يهابُ، ولا يَنْجَابُ
فأعرض عن هذا الضحك، فكلٌّ الأسباب –إذا أحسنت التفكير- تبابٌ.
والضحك بغير الأسباب عقابٌ،
فَتَغَابَ كما قال أولو الألبابِ .
. تَغَابَ .
تَغَابْ).
(2)
متن:
" مواطننا الصالح لا يرفض شيئاً أبداً "
حاشية:
(... والرفضُ لخفضِ مُفْضِ، والطاعةُ ترفع صاحبها فوق رماح العز، فلا تَمْضِ لرفْضِ الغَمْضِ إذا أغْمض مَنْ حولك عينيه: ورّوّضْ عينيك على غَضِّهما عن عض البعضِ لبعضْ، فَلَقَبْضٌ في ذُلٌ خيرٌ من بَسْطِ في عِزِّ، فتجاف عن الفتنة ما اسطعت، وإن مُنَّ عليك بِفَضْل طعامِ، لا تَرْفُضْه بل اقْرِضْه هنيئاً هو أشهى!! إنَّ طعامك بالقَرْض أتاك، وبالأرض يعُودُ، وبعضِ التسهيلات فأعرض عن بَعْضِ البُغْضِ وأَغْضِ عن البَعْضِ!!)
(3)
متن:
" مواطننا الصالح يهجر ما ارتفع من
الأسعار، ويعلم أن المعدة بيت الداء "
حاشية:
(... هجرُك للأسعارِ إذا ارتفعتْ صَدَقَةْ !!
فتصدَّقْ بالهجرِـ وهاجِرْ، فَسَلامٌ لك إن هاجرتَ .. وَمَاجُرْتَ !! وأمَّا من جاهر بالهُجْر من القول أو اظَّاهَرَ فالويل لمن جاور في البيتِ، وحاور في كيْتَ وكيْتَ، الويلُ لمن مرت في شفتيه –ولو في حلمِ - "ليت .. وليت .."، الويلُ لمن حفظت بَيْنَ ترائبها نُطْفَةَ مَنْ ألقاه وما رباه).
(4)
متن:
" مواطننا الصالح إن قدَّسَ شيئاً ..
فالصمت، وإن أَدْمَنَ شيئاً .. فالصوم عن
الغيبة .. والنَّمَ !!"
حاشية:
(... فصُم عن ذكر أخيك السجانِ بما يكرهُ، فهو المتعذّبُ مِثْلُكَ، لا فارقَ بينكما غيرُ السورِ الوهميِّ، وكلُ في السجنِ .. فصُم عن غيبة مَنْ يحرسُك، ولا تَشْرَهْ للحوم الناس إذا غابوا عن مجلس زنزانتك العامر ... نَمْ ..)
متن:
" مواطننا الصالح لا يَسْألُ عن شئ حتى نُحْدِثُ ذِكْراً للشئ، وإن يسْألْ فصلاحية السيف تَجِبُّ صلاحيةَ مواطَنَتِهْ ".
حاشية:
(بَسْمَتُك بوجه أخيك الجزَّار بشاشة ََ
فتبسَّمْ ليلً نهارَ بل اضحكْ إن شئتً فما حرجٌ أن تضحك في وجه أخيك المصلوب لتخفيف مرارات الصَلب، بل الحكمةُ تلكْ.
أفأنت إذا الحزنُ تَغشَّاكَ تردُّ له الروحَ؟ مُحالْ !
فتبسم إذْ تنزِعُ خاتَمه الذهبيِّ فحيَّ أبقى من ميْتِ والنهبُ يجوزُ إذا كانت صفةُ المنهوبِ العجزَ !!)