كنت أشق طريقي بصعوبة في زحام وسط البلد متجها إلى شارع عبد العزيز ، حين استوقفني رجل وسيم حسن وجهه مضيئ محياه ، باسم ثغره
قائلا : أهلا ياابن رجب ..إلى أين المسير؟
تفرست في ملامح الرجل قليلا بين مصدق ومكذب إنه بعينه ، وأنفه ، وأذنيه ، وصوته : عمرو بن عثمان بن قنبر مولى بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد ،الملقب بسيبويه ويكنى أبا بشر. [ وسيبويه بالفارسية : رائحة التفاح ]
- معقول؟ عم سيبويه ؟ كيف حالك يا أبا بشر ؟ وكيف جئت إلى هنا ؟ و... إلى أين المسير؟
- إلى شارع عبد العزيز ، وصلت أمس من البصرة ، وأقمت في " خان" يدعى (هيلتون ) وشد ما انزعجت من اسمه لأنه ينتهي بالواو والنون ولكني لم أره مذكورا عند شيخي الخليل بن أحمد ضمن الملحقات بجمع المذكر السالم .
- لا عليك . فإنه علََم أعجمي . وما تبغي من شارع عبد العزيز ؟
- جئت لأغير نغمات هاتفي المحمول ، فقد ضاق صدري بنغمة (والله زمان يا سلاحي ) فغيرتها بنغمة ( بلادي بلادي بلادي ) ففوجئت بابنتي " سوسو " تفزع منها كلما رن الهاتف ، فأنا أسعى في طلب نغمة ( باحبك يا حمار ) أو ( المصريين أهمه )
- ولكنك فارسي يا أبا بشر ؟ أليس كذلك ؟
- بلى يا أبا مختار ، ولكن هل غاب عنك قول المرقش الأوسط ( أحمد فؤاد نجم ): " إيران يامصر زينّا
وعندهم ماعندنـــا
تمسك ودانك من هناك
تمسك ودانك من هنا
الخالق الناطق هناك
الناطق الخالق هنا "
- وما الذي جاء بك إلى مصر يا أبا بشر ؟
- بالأمس سمعت كبير النظار الذي تسمونه " رئيس الوزراء " يقول – كما نشرت الصحف – " لن تسمح الحكومة لأحد بلوي دراعها " فأصابني هلع ، واحرنجمت أختبط تعاسيف اليربوع حتى اغسوسق المشق في غضابير الوشائر .
- ما شاء الله .. لهذه الدرجة غضبت ؟
- كنت قد ارتحت في قبري سنين عددا ، فجاء هذا الرجل فقلّب علي مواجع قديمة
- وما هي؟
- لقد سمعت رئيس وزراء سابقا يدعى عبد الرزاق عبد المجيد يقول تحت القبة أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات ( ورحمة أبويا الميزانية فيها فائض ) أو ( وشرف أبويا ) أو ( وحياة راس أبويا ) أو كما قال . وبعدها سمعت عاطف صدقي يقول ( إن الحكومة تسمع دبة النملة ) وبعدها سمعت عاطف عبيد يقول عن المتفحّمين في قطار تملكه حكومته ( القتلى ) ،وبعدها سمعت أبا الغيط يقول إنه ( هيكسر رجل اللي يعدي الحدود ) وبعدها سمعت ابن بطرس غالي يقول لموظفي الضرائب ( ما حدش هيقدر يلوي دراعي ) ، وهاهوذا رئيسه يكرره بحروفها ..... فبعت معجم العين و( الكتاب ) لرجل يبيع فيهما طعمية في شرق البصرة ، وجئت لأقيم هنا لأتعلم هذه اللغة المتحضرة ( ولا أقول " الحضرية " حتى لا أذهب وراء الشمس لإساءتي لّّّلاعب الفارّ : الحضري) !!
- ولم ذاك ؟ ألم تسمع قول المتنبي " الملافظ سعد !! "
- يا ابن رجب : الناس على دين حكوماتهم ، فيجب أن نترك لغتنا القديمة المتحجرة لنتكلم لغة أهل مصر المتحضرة ( من الحضري ) فهمت يا حمار ؟
- ماذا تقول يا أبا بشر ؟ هل تشتمني ؟
- معاذ الله يا أبا مختار ، كنت أقصد أن أقول لك : لعل المقصود بلغة ( باحبك يا حمار ) شيئ آخر غير الحمير التي نعرف .
عند هذا الحد من الحوار وصلنا إلى ما ظنناه شارع عبد العزيز ، فوجدنا باعة النغمات قد أغلقوا وغيروا أنشطتهم ، فلما سألنا عنهم قيل لنا إنكم تسيرون في شارع مكرم عبيد في مدينة نصر .!!! فعدنا أدراجنا نسأل عن شارع عبد العزيز يروحوا له منين من مدينة نصر .!!
قائلا : أهلا ياابن رجب ..إلى أين المسير؟
تفرست في ملامح الرجل قليلا بين مصدق ومكذب إنه بعينه ، وأنفه ، وأذنيه ، وصوته : عمرو بن عثمان بن قنبر مولى بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد ،الملقب بسيبويه ويكنى أبا بشر. [ وسيبويه بالفارسية : رائحة التفاح ]
- معقول؟ عم سيبويه ؟ كيف حالك يا أبا بشر ؟ وكيف جئت إلى هنا ؟ و... إلى أين المسير؟
- إلى شارع عبد العزيز ، وصلت أمس من البصرة ، وأقمت في " خان" يدعى (هيلتون ) وشد ما انزعجت من اسمه لأنه ينتهي بالواو والنون ولكني لم أره مذكورا عند شيخي الخليل بن أحمد ضمن الملحقات بجمع المذكر السالم .
- لا عليك . فإنه علََم أعجمي . وما تبغي من شارع عبد العزيز ؟
- جئت لأغير نغمات هاتفي المحمول ، فقد ضاق صدري بنغمة (والله زمان يا سلاحي ) فغيرتها بنغمة ( بلادي بلادي بلادي ) ففوجئت بابنتي " سوسو " تفزع منها كلما رن الهاتف ، فأنا أسعى في طلب نغمة ( باحبك يا حمار ) أو ( المصريين أهمه )
- ولكنك فارسي يا أبا بشر ؟ أليس كذلك ؟
- بلى يا أبا مختار ، ولكن هل غاب عنك قول المرقش الأوسط ( أحمد فؤاد نجم ): " إيران يامصر زينّا
وعندهم ماعندنـــا
تمسك ودانك من هناك
تمسك ودانك من هنا
الخالق الناطق هناك
الناطق الخالق هنا "
- وما الذي جاء بك إلى مصر يا أبا بشر ؟
- بالأمس سمعت كبير النظار الذي تسمونه " رئيس الوزراء " يقول – كما نشرت الصحف – " لن تسمح الحكومة لأحد بلوي دراعها " فأصابني هلع ، واحرنجمت أختبط تعاسيف اليربوع حتى اغسوسق المشق في غضابير الوشائر .
- ما شاء الله .. لهذه الدرجة غضبت ؟
- كنت قد ارتحت في قبري سنين عددا ، فجاء هذا الرجل فقلّب علي مواجع قديمة
- وما هي؟
- لقد سمعت رئيس وزراء سابقا يدعى عبد الرزاق عبد المجيد يقول تحت القبة أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات ( ورحمة أبويا الميزانية فيها فائض ) أو ( وشرف أبويا ) أو ( وحياة راس أبويا ) أو كما قال . وبعدها سمعت عاطف صدقي يقول ( إن الحكومة تسمع دبة النملة ) وبعدها سمعت عاطف عبيد يقول عن المتفحّمين في قطار تملكه حكومته ( القتلى ) ،وبعدها سمعت أبا الغيط يقول إنه ( هيكسر رجل اللي يعدي الحدود ) وبعدها سمعت ابن بطرس غالي يقول لموظفي الضرائب ( ما حدش هيقدر يلوي دراعي ) ، وهاهوذا رئيسه يكرره بحروفها ..... فبعت معجم العين و( الكتاب ) لرجل يبيع فيهما طعمية في شرق البصرة ، وجئت لأقيم هنا لأتعلم هذه اللغة المتحضرة ( ولا أقول " الحضرية " حتى لا أذهب وراء الشمس لإساءتي لّّّلاعب الفارّ : الحضري) !!
- ولم ذاك ؟ ألم تسمع قول المتنبي " الملافظ سعد !! "
- يا ابن رجب : الناس على دين حكوماتهم ، فيجب أن نترك لغتنا القديمة المتحجرة لنتكلم لغة أهل مصر المتحضرة ( من الحضري ) فهمت يا حمار ؟
- ماذا تقول يا أبا بشر ؟ هل تشتمني ؟
- معاذ الله يا أبا مختار ، كنت أقصد أن أقول لك : لعل المقصود بلغة ( باحبك يا حمار ) شيئ آخر غير الحمير التي نعرف .
عند هذا الحد من الحوار وصلنا إلى ما ظنناه شارع عبد العزيز ، فوجدنا باعة النغمات قد أغلقوا وغيروا أنشطتهم ، فلما سألنا عنهم قيل لنا إنكم تسيرون في شارع مكرم عبيد في مدينة نصر .!!! فعدنا أدراجنا نسأل عن شارع عبد العزيز يروحوا له منين من مدينة نصر .!!