إذا قالت مشيرة صدقوها ...!! ـ د. مصطفى رجب |
د. مصطفى رجب (المصريون) : بتاريخ 3 - 7 - 2009 |
قالت السفيرة الوزيرة الأسبوع الماضي فيما نشرت الصحف ( احنا دلعنا المواطن أكتر من اللازم ) أو ( احنا بندلع المواطنؤ.....) أو كما قالت .. ، لافض فوها و تب َّ شانئوها. والدلع لا يعرفه لسان العرب ولكنه معروف في لسان بني همبكة وبني بَكَش وهما بطنان من بطون بني أونطة الذين سكنوا ضفاف النيل ، زمن الرومان ، وبقيت فلول منهم تقطن نواحي الفسطاط حتى قيل إن بعضهم شهد التعديلات الدستورية ، وقد تكون هذه مبالغة من المؤرخين ، إلا أن المحقق أن منهم من عاش في عصر الرزاز ، فقد عثر باحثون على مخطوطات لبعضهم بها وصف فاحش مبتذل لابتسامة عاطف عبيد ، وهو يمارس الخصخصة في وضح النهار . وعند ابن سلام يدل لفظ ( الدلع ) على ما كانت تقوم به حكومات سلفت ، من حوار ديموقراطي مع مواطنيها ، كأن تبيعهم علاجا مغشوشا لأمراض السكر والضغط ، أو تستورد لهم دماء الخنازير ودماء السحالي ودماء الحمير ، لئلا يلجأ المواطن إلى بنوك الدم في المشافي فيجدها فارغة ، ويضيع وقته في البحث عن متبرع . ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تقطع عن بيوتهم الكهرباء ليلا ، وتضيئ لهم الشوارع نهارا ، لتيسر للجان التفتيش المرورية أعمالها . ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تتركهم يضّيعون أوقاتهم الثمينة أمام المخابز بحثا عن بضعة أرغفة ، مع أنهم يعلمون – كما تعلم الحكومة – ان ابن آدم ما ملأ وعاء شرّا من بطنه !! ، وأن المعدة بيت الداء . ولو كانت الحكومة قاسية لمنعت تلك الطوابير ولردَّت أولئك العابثين ردا عنيفا إلى بيوتهم ليتابعوا جلسات مجلسي الشعب والشورى ، أو إلى دواوينهم لينجزوا مصالح العباد . ولكنها تتركهم يمرحون ويمزحون حد الاقتتال أمام المخابز ، من باب الدلع البحت !! ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تتركهم بلا مياه في بعض قرى الدلتا ، يشترون الماء في جرادل ، فتتكون لديهم ثروات طائلة من بيع الماء وشرائه ، ثروات طائلة هائلة تتعالى أرقامها كل يوم لا تخضع لأي شريحة من شرائح الضرائب ، ولو أدخلت لهم الحكومة الماء في بيوتهم لتعالى صياحهم وتكاثرت شكواهم من أن تلك المياه بها طين ومسامير وديدان ولا تصلح للشرب ، فهي ( تدلعهم ) مرتين : مرة بإتاحة الحرية لهم ليختاروا نوعية المياه التي يشربون ، ومرة بعدم إخضاع عمليات بيع جراكن المياه للضرائب ...!!! ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تتركهم يمارسون الرياضة بمنتهى الحرية في غير الملاعب المخصصة للرياضة ، فالحكومة تغض الطرف – مشكورة !! – عن هؤلاء الآلاف الذين يمارسون رياضة الجري والقفز – خلف الباصات الكبرى والصغرى – في الشوارع التي لم تُجعل للجري والقفز وإنما جُعلت للمشي الوقور المتزن وللناس والدواب . ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تتركهم يرّكبون الأطباق الهوائية فوق أسطح البيوت دون أن تفرض عليهم ضرائب على هذه الأطباق التي تضر بصحتهم البدنية بالسهر ، وتضر بصحتهم النفسية حين يرون الدنيا كلها تتأخر في استرخاء ممتع لذيذ ، بينما نحن ( بلدنا بتتقدم بينا ) والعياذ بالله !!! ومن ( تدليع ) الحكومات لمواطنيها أن تتركهم يعبرون في صناديق الانتخابات عما يحبون بمنتهى الحرية والتسامح ، ثم تقرر لهم ما فيه مصلحتهم التي يضلون عنها وهم غافلون. فرفقا بحكومتكم أيها المفترون وتوبوا من هذا التنكر لمعروفها لعلكم ترشدون وإلا ... فكل سنة وأنتم طيبون ======================= Mostafaragab1999@yahoo.com |
السبت، 4 يوليو 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)